الصفحة الرئيسية  ثقافة

ثقافة الإعلامي زهير الجيس: اعتذار الوافي الغاية منه كسب التعاطف في قضية الطويل

نشر في  18 مارس 2015  (10:54)

 نشرت كتيبة عقبة بن نافع المرتبطة بتنظيم أنصار الشريعة والاخوان مقالا مطوّلا على حسابها الجهادي كفّرت فيه الزميل الصحفي زهيّر الجيس وتوعّدته بالقتل والتصفية الجسديّة واعتبرت الكتيبة الارهابية أنّ الجيس تطاول على الإسلام والمجاهدين من خلال استضافته للجندي المتّهم بالدوس على جثّة الارهابي التكفيري.
ولم تقتصر ردود الفعل حول هذه الحصة على تهديدات كتيبة عقبة ابن نافع بل أيضا تشكيكات من قبل الاعلامي سمير الوافي الذي اتهم الجيس بمغالطة الرأي العام.
حول كل هذه المستجدات كان لنا حوار مع الاعلامي ورئيس تحرير جوهرة أف أم ومقدم برنامج «بوليتيكا» زهير الجيس ..

ما مدى جدية التهديدات التي وجهتها اليك كتيبة عقبة ابن نافع وماهي الاجراءات التي تمّ اتخاذها في الغرض؟
كتيبة عقبة ابن نافع وصفتني على صفحتها الرسمية بالصحفي المرتد، لكن وصراحة لم أتلق تهديدا مباشرا من قبلهم، أما بخصوص الاجراءات فقد تكفلت الفرق المختصة بسوسة والوحدات الأمنية بحمايتي حيث اتصلوا بي وأعلموني أن منزلي ومكان عملي مراقب.. شخصيا لا يمكنني القول سوى «قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا»
ألا توافقني الرأي في كون الحصة التي استضفت فيها الجندي المتهم بالدوس على جثة الارهابي أخذت أكثر من حجمها بكثير؟
فعلا حيث تم تحويل وجهة الملف بفعل فاعل وبسوء نية، فأنا استضفت الجندي المتهم بالدوس على جثة الارهابي وليس الجندي الحقيقي الذي فعل هذه الفعلة، لقد أردت من خلال الحصة أن امنحه الفرصة لتبرئة نفسه ولتوضيح الموضوع للرأي العام بعد كل الاتهامات التي لحقته في وسائل الاعلام، لكن وللأسف تحوّل هذا الأخير من جندي مظلوم الى جندي فضح المؤسسة العسكرية وقدم معلومات الى الارهابيين، وكل هذا يتحمل مسؤوليته الاعلامي سمير الوافي الذي حول وجهة الملف دون تكليف نفسه عناء الاطلاع على الحصة كاملة ..مع العلم أن الوافي هو من اتصل بوزارة الدفاع وأقنعهم بأني أسعى الى تشويه المؤسسة العسكرية وللأسف أيضا وقع بعض الزملاء في فخ الوافي .
صراحة هل ندمت على بث تلك الحصة ؟
اطلاقا لا، لأنّ هدفي لم يكن خلق «buzz» والاثارة بل مساعدة جندي على تجاوز محنته النفسية، كما اني أردت القول أنه من السهل جدا تحويل جندي الى ارهابي اذا لم يقع الاستماع اليه وحل مشاكله أو تعريضه للاهانة والظلم والتهميش، وهذه هي الرسالة التي وددت ايصالها الى المسؤولين، لكن كل المعطيات انقلبت الى الضدّ .
لماذا كل هذا التحامل على سمير الوافي رغم اعتذاره لك؟
لأن اعتذاره جاء متأخرا جدا، كما أنه مبطن بأمور أخرى مرتبطة بقضية معز بن غربية ووسيم الحريصي حيث أن الوافي بات في مرحلة يبحث فيها عن تعاطف أكبر عدد ممكن من الاعلاميين ولذلك أرفض هذا الاعتذار .
في الوقت الذي يعاني فيه الاعلام من عديد الاتهامات، نجدك أنت وبعض الاعلاميين تتبادلون الشتائم، ألم يكن حريا بكم تجاوز مثل هذه الخلافات؟
شخصيا لم أعتد يوما على أي زميل، والجميع يشهد بأخلاقي وباحترامي لأخلاقيات المهنة وبمبادئي التي لم أحد عنها يوما، لكن هناك بعض الدخلاء على المهنة والذين لا أعترف بهم هم من أساؤوا للقطاع، وهؤلاء لا أتشرف بزمالتهم، ولا بانحطاط برامجهم لأنهم شوّهوا مهنتنا .
منذ تحولك الى جوهرة أف أم، تحولت فجأة من اعلامي هادئ الى اعلامي مثير للجدل وتبحث عن «الشو»؟
هذا غير صحيح فأنا لم أبحث يوما لا عن «الشو» ولا عن «البوز» أن الظهور لمجرد الظهور ولو أردت ذلك لاستغللت عديد الملفات والقضايا التي رفعت ضدي أشهرها التي رفعها ضدي المنصف المرزوقي، لكن كل ما في الأمر أني كنت مهتما بالمواضيع الاجتماعية ثم انتقلت الى عالم السياسة بما يحمله من خور، مع العلم أني لم أغيّر يوما مبادئي، خلاصة القول لست الصحفي الذي يبحث عن الشهرة بأرخص الأسوام .
عقلية البوز باتت تسيطر على جل البرامج والاعلاميين، ألا ترى أن سلبياتها أكثر من ايجابياتها؟
هناك خلط كبير بين «السكوب» أو السبق الصحفي وبين «البوز»، فالسبق الصحفي وانفرادك بخبر حصري قد يصنع لك «البوز»، لكن ذلك قد يكون بالفبركة وبالأخبار المغلوطة، ثم ان أرفع نسب المشاهدة بامكاننا تحقيقها ببث فيلم اباحي أو بتمرير مشاجرة بين شخصين لذلك نصيحتي الى بعض الزملاء بمراجعة طريقة عملهم فليس من السهل أن تعمل في السلطة الرابعة.
ماهو تعليقك بخصوص قضية معز بن غربية ووسيم الحريصي؟
أعتقد أن معز وفي اطار انجازه لعمل صحفي استقصائي حرّك ملفا لا يجب الخوض فيه ومن الخطوط الحمراء، كما أرى وجود نية ومحاولة قصد تحويل وجهة هذه القضية لأن الملف أخطر بكثير مما صوّروه لنا
هل يمكن القول ان زهير الجيس نجح في احداث نقلة نوعية في جوهرة أف أم، وحوّل اهتمام المستمعين من العاصمة الى الساحل؟
هذا شرف لي لكن هذا الأمر لم أنجح فيه بمفردي بل بمساعدة كامل فريق جوهرة أف أم وخاصة الفريق المتميّز لقسم الأخبار..
تم تتويجك سنة 2014 بأوسكار أحسن صحفي لفض النزاعات، فهل ننتظر في 2015 أوسكار أحسن صحفي في النزاعات؟
شخصيا أتمنى أوسكار أحسن صحفي في القراءة الصحفية وفي تناول المواضيع وتحليلها وليس في «البوز» .. هدفي أن أكون أحسن صحفي في تطبيق أخلاقيات المهنة وفي كل ما تعلمته من معهد الصحافة ..

حاورته: سناء الماجري